المدير العام
البلد : المزاج : المهنه : هوايه : عدد الرسائل : 2340 نقاط : 10855
| موضوع: سلسلة مقالات (( أنت الذي كنت )) ... الحلقة الأولي :: وفــــار التنــــور :: الأحد 29 أغسطس 2010 - 19:56 | |
| (( أنت الذي قد كنت ... )) سلسلة مقالات قصصية تكتمل بك مقال علي شكل قصةأو قصة داخل مقالسنبحر فيها بين أوراق التاريخولن يتم هذا أو ذاك بدونك أنتلأنك ستكون بطل قصة مقاليأو مقال قصتي الحلقة الأولي : وفــــــار التنـــــور مقدمة إذا لم تكن أحد عناكب جوجل , أو احد برامج التجسس الإلكترونيةإذا لم تكن عيناك مشقوقتان طولاً , ولم تكن شبحاً , ومتأكد أنك من بني البشر , وتجلس أمام جهاز تقرأ هذه الصفحةإذن فلا بد أن أحد أجدادك مر بما سأجعلك تمر به الأنلا تتعجل , وكن صبوراًفما سأحكيه لك حدث يوما بالفعل , ما سأحكيه لك كان حقاً رهيببل يمكنني أن أعتبره أصعب موقف حدث للبشر منذ أن وطأ أبوهم أدم الأرض بقدمهمن فضلك بعد أن تقرأي سطوري التالية , وقبل أن تضع رداًإطفئ نور الحجرة التي تجلس بها , وحاول الإسترخاء وضع نفسك في داخل الحدثأستميحك عذراً أخي , لا تشعل سيجارتك فالموقف يحتاج لبعض القدسية والتركيزأختاه , أسكتي أطفالك أولا , كي لا يتشتت إنتباهكالأن : قل لي ماذا كنت ستفعل لو أنك كنت الذي .... (1) الزمان : لا أعرف بالتحديد , ولا يستطيع أحد الجزم بزمن هذه الأحداثالمكان : في بلدتك , وبلدتك ليست مثل أي بلده , فالعالم كله هو بلدتك الصغيرة هذهالعمر : أنت الأن قد تخطيت حاجز الأربعمائة وخمسين عاماً , لا تتعجب , فهذا هو عمر الشباب في هذه الأيامالإسم : لا يهم , ولكنك بالتأكيد تحمل إسماً لا يتجاوز عدد حروفه ثلاث إلي خمس أحرف علي الأكثر ... قد تكون ( ماح ) أو ( سيم ) أو ( نصر )المهم أن إسمك ليس ( نوح ) (2) أنت تعمل في بلدتك عند أحد أشرافها وساداتها , والذي لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين , بماذا سادوا ؟سادوا بقانون القوة ففي هذا الزمن القوي هو السيدتعمل عند سيدك مثل باقي أهل قريتك لأنك لا تجيد حرفة تحقق لك شيئاً من الإستقلالية , ولا ترتكن لقوة تحميك من بطش الأقوياءتعمل كثيراً ولا تأخذ سوي ما يسد جوفك , تخشي أن ترفض , أن تثور , وهذا لأسباب عدةأولا : سيدك من سلالة الألهة , هل تريد أن يغضب عليك ( ود ) و ( سواع ) و ( يغوث ) و( يعوق ) و ( نسرا ) أوتغضبها عليك بعد ما مكثت سنين عددا تتعبد لهم , وتنحت لهم التماثيل , وبعد أن كرموك وقربوك إلي الله الله , رب الأربابيقول أبوك أن نوحاً النجار من مثل عمرهوهو رجل فقير , لكنه بفضل صنعته حقق شيئاً من الإستقلالية عن السادةيقول سيدك أن نوحاً رجل مجنون , يهذي , ويدعو الناس لترك عباده الألهةيقول أهل قريتك من المستضعفين , لا تسمع لنوح , وضع إصبعك في أذنك إذا حاول الحديث إليك , فإن صوت السوط الذي بيد سيدك يترك ألماً رهيبا ولم ينزل علي ظهرك بعدإبنك يتبع نوح سراًيذهب مع بعض أقرانه ليلا لمنزل أحدهم يستمعون إلي حديثهإبنك الصغير صاحب المائتين وثلاثون عاماً يصلب ويقتل أمام عينيك عند محراب ( سواع )يقول سيدك إن سواعا ً أتاه في المنام يأمره بقتل إبنك لأنه عاقعاق السيد والأب وقبل ذلك ألهته تمر الأيام والسنونتعلم أن نوح قابل سادات البلدة , وقالوا له كيف نتبعك يانوح وقد أتبعك أراذلنا !!أو نتبعك يا نوح كي تجعل منهم أخوة لناأوجننت !! نوح يتوعد الجميع بعذاب اللهيسخر أقرانك وهم يفتتون الصخر في محاجر أسيادهم , والشمس تأكل بحرارتها من رؤسهم .. وهل هناك عذاب أقصي مما نحن فيه يقول نوح لكم نوح إن عذاب الله أشد , لما ترضون الهوان , لما ....تضع أصبعك في أذنككفي أيها النجار , لن أسمع المزيد ... يكفي ما حدث لإبني بسببك (3) نوح يتوقف عن الدعوة , يتعجب الجميع هل تخلي نوح عن دعوته يأمرك سيدك , فتذهب لتتقصي الخبر تبحث عن نوح , فلا تجده إلا في أطراف القرية في الصحراء ومعه عدد قليل هم كل ما أمنوا به طوال هذا العمر , وقد جمعوا ألواحاً خشبية كثيرة ودسراً ( مسامير ) نوح يبكي ويرفع يديه للسماء مبتهلاً , ومن اتبعه خلفه يدعون رب السماء فقد لاقوا عذاب أسيادهم بالأمس وكادو يموتون تعذيبا تقترب منهم , تكلمهم فلا يردون تجد إبنك الثاني وسطهم تشتعل غيظاً , ويبتسم الولد لقد أتيت يا أبي , تحاول أن تجذبه خارج الجمع , فيشد يدك بقوة تضطرب , لا تعرف ماذا تفعل الحر شديد , وبكاء المؤمنين أشد , ونوح يبتهل ويدعي لا تعرف ماذا تفعل , تجد نفسك ترفع يدك مثلهم فتسمع نوح يرفع صوته رَبِّ لا تَذَرْ علَى الأرضِ مِن الكافرينَ دَيّارا. إنَّكَ إنْ تَذَرْهُم يُضِلُّوا عِبادَكَ، ولا يَلدِوا إلاّ فاجِراً كفّارا . تهتز من داخلك , تخشي أن تعود لسيدك بغير الوجه الذي ذهبت به هل تخفي إيمانك ؟ تسأل نفسك ؟ وهل أمنت أصلاً !! حقيقة لا تعرف المشكلة أنك تكره الذل والعبودية التي تحياها في كنف ساداتك لكنك تخشي عذاب ألهتك التي وجدت أباءك عليها عاكفين ترجع وتترك نوحاً ومن آمن به ومعهم ولدك الثاني وتعود حيث سيدك يجلس منتظراً خبرك , تمشي مشتت الفكر , تعرج في طريقك علي محراب الألهة , تسألها قد تهديك تدخل علي ( يعوق ) المحراب وقت الظهيرة خال إلا من تمثال يعوق وبئر القرابين و ...كلب يبول علي قاعدة التمثال ! تخاف , تضطرب , سينتقم يعوق من الكلب وسيحل إنتقامه عليك أيضا تخرج خائفاً , إلي بيتك (4) ثمانون عاماً مرت ونوح ومن معه يبنون السفينة وأنت تعمل مع سيدك نهاراً وتجلس أطرافاً من الليل مع أصحاب السفينة لا تعرف ماذا يدور في رأسك ؟ أنت متردد تخشي الإنضمام لأي من الفريقين هناك شئ بداخلك يقول إن نوح ومن معه علي الحق تجلس معهم لتري كيف يبنون السفينة والبناء لم يكن سهلاً أبداً , فالسفينة كبيرة مكونة من ثلاث طوابق المؤمنون يحملون الألواح ويدقون المسامير ويصنعون الأشرعة كل هذا في هذه الصحراء الجرداء يمر أهل البلدة وعلي رأسهم ساداتها يوميا يرون هذا العمل الكبير يتعجبون , وما يلبث العجب أن يتحول إلي سخرية فإستهزاء فتنكيل وعذاب ونوح يرد : سيأتي يوما نسخر منكم كما تسخرون منا , وسيأتيكم عذاب الله يردون عليه : أين البحر الذي ستبحر فيه سفينتك أيها المجنون , أتنا العذاب إن كنت من الصادقين ويصبر نوح ومن معه , وينتهون من إتمام السفينة , وينتظرون أمر الله يقول نوح : إن السفينة ستنقذ البشرية والحيوانات من الإنقراض والفناء إذن فالعذاب سيكون شديداً , والهول سيكون أشدوينتظر الجميع , وتمر الأيام ولا يحدث شيئاً , والسفينة جاهزة بطوابقها الثلاث , وبمقصورتهاويخبر نوح أن أمر الله أقترب , فإذا فار التنور في بيت إمرأة من المؤمنات ( أي يخرج الماء منه كالنافورة ) فهذه علامة ركوب السفينة وتزداد أنت حيرة , ويحدث أمر الله , ويفور التنورويخرج منه الماء , ويبكي المؤمنون القلة فرحاً ويبدأون بالإنتقال إلي السفينة ويأتيك ولدك .. هيا يا أبي .. هيا إلي السفينة القرار محير نوح نفسه , يرفض ابنه أن يركب السفينة بعد ما كان من مدعي الإيمان . زوجته كذلك السماء تلبد بالغيوم أنت الأن مكان جدك وباقي من الزمن أربع وعشرون ساعة إما تركب أو لا من فضلك ضع نفسك مكان هذا الشخص ماذا ستفعل ؟ بماذا ستشعر ستتخذ قرارك وستركب السفينة , من ستدعو في هذا الوقت المتبقي إنها قد تكون أخر لحظات الأرض ولا أمل في النجاة سوي بإتباع نوح صف لي - قدر معايشتك للموقف - هذه الأربع وعشرون ساعةفيما بعد فوران التنور في انتظاركم | |
|
الملك الهامس
البلد : المزاج : المهنه : هوايه : [table style="WIDTH: 96px; HEIGHT: 86px" border=1][tr][td][/td][/tr][/table] عدد الرسائل : 902 نقاط : 6052
| |