احترق ولاعزاء لك

كبر الجهل عندما يجهل الانسان نفسه

ولا يفهم انه ضعيف وهزيل ومحارب ومهدد من جنود وجدت فى الدنيا

لغوايته والفتك به - وانه وحده غير قادر على ايجاد الاسلحة او حملها للحرب

السائد فى هذه الازمان اننا نسينا انفسنا ولم نفهم ضعفها حق الفهم - وظنا باطلا منا

زعمنا اننا اقوياء واننا فى عقل وقدرة على امتلاك الدنيا والسيطرة عليها واللعب بها

وعرفنا الانتماء بيننا والحب والمساندة بمقاييس دنيوية حسبنا اننا نركن اليها ونصعد بها

ومع ابتسامات الدنيا الاولى نظن اننا على الدرب الصحيح وان قراراتنا فى الوفاء صائبة

واننا لسنا بحاجة لمعونة فقدراتنا تكفى وتزيد

وليس ببعيد فتبدأ العاب الاستهزاء والمهانة من الدنيا والشياطين - وصفعة تتلوها صفعة

ويبدأ الطوفان : خسارة وخيانة وندالة وحزن ومرض و.. اغيثونا

نصرخ نطلب العون ممن هو اضعف ونشتكى الهم لمن له هم اكبر والنار تستعر

ولا تأكل الا صاحبها

..عندما خلق الله الانسان لم يتركه بلا علم وطلب منه ان يفهم والمقصود بالفهم هنا ان يفهم

الانسان نفسه ويفهم مدى احتياجه لخالقه. فهو بمفرده غير قادر على مواجهة الاعباء والشدائد

والمحن - لذلك شرع الله له منهج الارتباط الذى يجعله دائم الصلة بالقوة العليا

قال له تعلم اولا من انت ولماذا خلقتك وتعلم كيف تعبدنى وتعلم كيف تتعامل مع الدنيا

وما بها من شرور - وعندما امر الله الانسان بالعبادة لم يأمره بذلك لان الله يحتاج عبادته

لكنه امره بذلك لان العبد احوج ما يكون لعبادة الله

فقد ينسى المخلوق ربه ويضرب فى الدنيا وعندما يقع ينادى يا فلان يا حبيب يا قريب

يا اهل يا ولد يااصدقاء يا خلان . . ولا اجابة ومن يجيب ليس لديه حل فيرفع رأسه

الى السماء عائدا الى النقطة الاولى هاتفا: يااااااارب

- نحن الذين بحاجة الى عبادة الله : لانها مصدر القوة ومصدر الصمود

والله يريد العبادة القوية التى تشعر الانسان بكيانه ومدى اهميته فيقول له لا تتكل ولكن توكل

فليس العبد المؤمن هو من يرمى نفسه مستسلما للجراح والمرض ويستجدى الناس اعطوه او منعوه

ولكن العبد القوى الذى يحبه الله هو من يتكىء على ذراعه وهو فى قمة الالم ويمد يده الى السماء

فيجد يد الله اسرع اليه.

- ايها العبد الضال حبيب الفناء ان تركت الله

فسلم للهلاك امرك

وابكى وانتحب

واحترق

فلا عزاء لك

.....................

مشكورررررررررررر اخى
الموضوع رائع بجد
وبانتظار القادم
تقبل مرورى