المدير العام
البلد : المزاج : المهنه : هوايه : عدد الرسائل : 2340 نقاط : 11093
| موضوع: كن مع الله ولا تبالى الثلاثاء 20 أبريل 2010 - 15:39 | |
| كن مع الله ولا تبالي - روايــة
كن مع الله ولا تبالي ... رواية من فصل واحد .. ابناءي وبناتي الاعضاء الاعزاء اليكم هذه الرواية .. بعنوان {{ كن مع الله ولا تبالي}} رأيتنى على الشاطئ الرملي للبحر، كنت جالسا لوحدى على يميني ترمس شاى اخضر وكوب ماء، وتفاحة خضراء في يدى لم اعتد ان اكل التفاح الاخضر ولكن كان الذى كان ، وكان قبالتي يجلس على طاولة أخرى، ذات المسؤول الذي رأيته للمرة الأولى في تلك الدائرة ، والذي طردني من مكتبه حينما علم أنني اتيت لاشغل وظيفة عنده كان قد حجزها لاحد اقاربه وأخطأ الحاجب بيننا وأدخلني عوضاً عنه!!! عجبي ...
كالعادة، كان حوله رجال اشداء يشبهون المصارعين الاوغاد الأميركيين...
اعتدلت في جلستى أستذكر ذلك الماضي القريب ، ماضي مواطن مقهور لحد الألم والوجع، واقارنه بمسؤول يركب أفخر أنواع السيارات لتقله لأفخم الفنادق لحضور ذلك الفرح لابن مديره او رئيسه في تلك الدائرة التى طردت منها. اقارن نفسي مع مسؤول يأكل الكافيار في ذات الوقت الذي تكون حصتي من الفلافل حصة القط الجائع دوماً... من مسؤول كل مفاتيح الكون معه، مفتاح رصيده البنكي، وسياراته الفارهة، ومنازله المتنوعة، ويخته البحري، ومعامله وشركاته، وتحكمه في العباد ، في ذات الوقت الذي اعتز به ان بيت ابي المسلم له من وكالة الغوث لازال في مكانه لم يناله القصف ولا عامل الزمن الازلي (اكثر من ستون عاما في تلك الخربة ولاازل .
التفتُّ إلى سلتي لأتناول منها تلك البرتقالة اليتيمه انشط بها دماغي وانا تحت وهج الشمس الذى جعلني فجأة أطلق العنان لتكشيرة من حاجبي الأيسر كما يطلقها مواطننا المغلوب على أمره حينما يصل لسمعه زيادة أسعار المواد الغذائية.. او انقطاعها بسبب الحصار المضروب من عدوي وجاري الاقرب وابن بلدي.حين لم اجدها في السلة .
بحركة لا إرادية خبّأت وجهي بين يدي لا اريد ان اراه ، متذكرا ذلك المسؤول العربي الذى اخفي وجهه حينما يمر أمامه مواطن اختلس منه مالاً مقابل وظيفة له لن ترى النور (اختلس المسؤول من المواطن)...
وعبثا فتشت عن برتقالتى بدون جدوى .. قلقت عليها ان تكون قد وقعت بين براثن ذلك المسؤول ولم يرحمها كما معي!!! وانا في خضم حيرتي .. تراني رجلا اشيبا ملحفا بلباسا ابيضا اتاني وناداني باسمي .. الا بنى الا تريد ان ترى حظك .. فاجبته .. انا اعرف حظى .. طوال ذلك المسئول امام عيني .. حظ ضارب متعثر ، منهك ..
سكتب لحظة وقبل ان يذهب ذلك الشيخ قلت لنفسي ولمَ لا، لأجرب حظى ما دام يعرف اسمي ...
اجبته .. تفضل انا طوع امرك شيخي ..!!!! قالي شوف يامحمد؟ لازم اول تدفعلى ..... يعني ادفعي نقود .. فبادرته بالاجابة منين ياحسره .. الا تراني على هذا الشاطى ممطوط من القلة .؟ طيب اتركك بخير .. تركني واراد الانصراف .. فناديت عليه ..
أيا عم .. اتقبل ساعتي .. ياه ضحيت بعامل الزمن حتى اعرف حظى .. يا تعاستى .
التفتُّ ثانية إلى ليرى ساعتي العسراء المغلوبة على امرها .. والذى كانت هدية نجاحي يوم نجحت في الصف السادس وتعمل احيانا وتعصلج احيانا اخرى (يعنى تقف) .. رفعت رأسى لاناوله تلك الساعة فوقعت عيني في عين ذلك المسؤول، رجفت، ارتفعت حرارتي، عطستُ، وركض كل رجاله ليضعوا كمامة على وجهه، خوفاً من انفلونزا المواطن العربي المغلوب على أمره!!!
تناولتُ ساعتي وقدمتها له، قائلا: - لا املك غيرها وهي من ذكرى المرحوم ابي . لا أدري كيف رضيَ بها ذلك الشيخ وعلى مضض... المهم أنه رضي وقال لي:
- اسمعني ياولد .. أمامك 3 مفاتيح، ماشاء الله ماشاء الله - كم؟ - أقولك 3 مفاتيح!!! - يعني إيه؟ مفتاح الجنة يا خي .. - مش عارف، بس اوصيك بكلمتين تذكرها كلما استخدمت مفتاحا منها ..
حاضر وما هما .. فاجابنى : كن مع الله ولا تبالي ..
ضحكت وقلت في نفسي اعطيه الساعة بهذه الكلمتين ولكن اين المفاتيح الثلاثة .. ورحت أفكر في هذه المفاتيح، هل هي لشقة وسيارة وشركة؟ كم انا متفاءل .. رصيد في البنك، ويخت، ومقعد في المجلس التشريعى .. ام اكون مكان ذلك المسئول وارمي به ومن حوله في قاع الطريق مثلي؟
لماذا التسرع؟ فقلت بصوت عالى والنعم بالله.
واختفى الشيخ على اثرها . ولأني مواطن عربي مغلوب على امري، تعلقت بتلك القشة، قشة الثلاث مفاتيح وصدّقتُ القصة!!! ذهبتُ إلى المنزل متأخرا، وعلى رؤوس أصابعي مشيت وانا اتذكر ما قاله لي الشيخ ومضى .. ... (كن مع الله ولا تبالي) وضعت يدى تحت وسادتي حتى لا ترى امي انى اضعت ساعتي، ونمتُ قرير العين هذه المرة دون الحاجة لابتلاع حبة دواء منوّم، إذ أنني سأرى مستقبلي كله متجسداً في مفاتيحي الثلاثة .. ولكن اين هما .. غلبنى النوم فرحتُ في نوم عميق ، لأرى نفسي أمام ذات المسؤول الذي يلاحقني أينما كنتُ، يا الله تلك البرتقالة التى حرمني منها على شاطئ البحر في يده يتلاعب بها .. يا الهي .. ماذا فعلت له .. !!! قلتُ له: حتى هذه سرقتها مني؟ نظر إليّ بوقاحة مقدّماً لي المفتاح الأول، دهشت، وفرحت، بل لم أستطع التعبير عن فرحتي، بالتأكيد هو مفتاح لمكتب المسؤولية، وأشار لي بأن أتبعه... تبعته وانا امنى نفسي بطعم البرتقالة التى حرمت منها على شط البحر ما زالت نفسي بها مع قلتها ، أشار لي إلى بقعة من الأرض، ودون كلمة طلب مني أن أذهب إليها... ذهبتُ فرحا، بل ركضتُ ركضاً قبل أن أجفل من رؤية قبرٍ مفتوحٍ أمامي، التفتُّ لأسئله، فلم أره، عدتُ لأتأكد مما أشاهده، وإذ بيد على كتفي وصوت المسؤول ذاته يقول لي: هذا هو المفتاح الأول!!! ياله من حظ تعس اول مفتاح مفتاح قبر .. لا اله الا الله .. أردتُ أن أسأله عن المفتاح الثاني ترددت طالما آخر المطاف في الحياة هو القبر، فأسكتني بإشارة من يده وطلب مني أن أنزل الى تلك الحفرة!!! نزلتُ مرغما - بل مجبر أخاك لا بطل - فهو المسئول وبيده السلطة ويستطيع ان يفعل به ما يشاء .. تذكرت ذلك الشيخ حين قال كن مع الله ولا تبالي .. ، ، وأغمضتُ عيوني، وإذ بي أرى مفتاحاً في يدي، وباب من حديد، سررتُ جداً، لأشعر فجأة بيد نفس المسؤول توضع على كتفي طالباً مني أن أفتح هذا الباب بالمفتاح الذي بين يدي.. ركضتُ ركضاً وأنا أفكر بما في داخل هذا الباب... وضعتُ المفتاح بالثقب، يالله، الباب لم يكن مقفلاً، فتحته، وإذ بنار تلسع وجهي، رجفت، جفلت، وتراجعتُ للوراء، باب نار ملتهبة فتح أمامي!!! لأسمع صوت المسؤول العربي يقول لي: هذا جزاؤك في الدنيا الكي بالنار، سألته بحنق لماذا؟ أجاب: لأنك مجرد مواطن عربي لا قيمة لك إلاّ بما تقدمه لنا من جيبك وما تعانيه من اجلنا . قلت له: لكني معدوم الحال وها انا معدوم الارادة .. فكيف بالله اعطيك مالا املك .. أجابني وهو يقدّم لي المفتاح الثالث وبيده برتقالتي التى لم اذقها بعد - ولذلك سيكون مصيرك كل يوم ما سيحصل معك من استخدام هذا المفتاح... نظرتُ إليه متألما ، ثمّ التقطت منه المفتاح الثالث والأخير على أمل ان أخلص من هذا الكابوس الرهيب !!! تذكرت حينها كلمة الشيخ .. "كن مع الله ولا تبالي".. وبإشارة منه، عرفت وجهتي، ذهبت بالاتجاه الذي اشار به باصبعه ، ووجدتُ باباً، على الفور قمت بفتحه ، وهج الشمس جعلني فجأة ارجع الى الخلف متأوها كما يتاوه مواطننا المغلوب على أمره حينما يصل لسمعه زيادة أسعار المواد الغذائية او انقطاعها .. .. لأرى نفسي بعدها أمام فضاء واسع والأرض من تحتي والسماء من فوقي، تراجعت بقوة كي لا أقع على الأرض من هذا المكان الشاهق، وإذ بيد ذات المسؤول تقدم لي كوباً من الماء وتدفعني يده الأخرى من الباب، لأُرمى منه إلى الأرض، وأحاول جاهدا شرب كوب الماء كي لا أموت عطشانا ، وإذ بالماء يتناثر من يدي، لأستيقظ مبللا بالعرق في فراشي وحرارتي مرتفعة ترافقها نوبة من العطاس والاختناق الشديد، وزوجتى فوق رأسي تمسح عرق وجهي قائلة: يارجل ما بالك ..
"كن مع الله ولا تبالي"!!! استغفرت حينها ربي وذكرت الاية الكريمة التى تقول .. " وفي السماء رزقكم وما توعدون" وقوله تعالى : " فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" وان الرزق بيد خالق العباد لا اله الا هو .. لا بيد ذلك المسئول ولا غيره ..
ناولتنى زوجتى كأس الماء شربت وحمدت الله وعدت الى نومي مستندا على تلك الكلمة التى قالها الشيخ لي واعادتها على زوجتى "كن مع الله ولا تبالي" واحمد الله كثيرا .. على ما انا به من خير عميم . بارك الله فيك
| |
|
الملك الهامس
البلد : المزاج : المهنه : هوايه : [table style="WIDTH: 96px; HEIGHT: 86px" border=1][tr][td][/td][/tr][/table] عدد الرسائل : 902 نقاط : 6290
| |